66666W6W01072025122247.jpeg)
سياحة الفعاليات والمهرجانات في الأردن: روافد ثقافية وتنموية – جرش أنموذجًا
تُعد سياحة الفعاليات والمهرجانات من الروافد الأساسية للقطاع السياحي في الأردن، نظراً لما تحققه من مردود اقتصادي وثقافي كبير، ولما تلعبه من دور في تنشيط الحركة السياحية المحلية والخارجية. وتبرز مدينة جرش كمثال حيّ على نجاح هذا النوع من السياحة، من خلال مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة العربية.
منذ انطلاقه في عام 1981، أصبح مهرجان جرش منصة إبداعية تجمع بين العراقة والمعاصرة، حيث تقام عروضه في المدينة الأثرية التي تعود للعهد الروماني، لتخلق مزيجًا فريدًا بين الفن والتاريخ. ويستقطب المهرجان سنويًا آلاف الزوار من داخل الأردن وخارجه، بما ينعكس على ازدهار قطاعات الإيواء والنقل والمطاعم والحرف اليدوية، ويُوفر فرص عمل مؤقتة ودائمة لأبناء المجتمع المحلي.
كما يُسهم المهرجان في إبراز الوجه الحضاري للمملكة، ويعزز مكانة الأردن كوجهة ثقافية عربية. وقد أصبح علامة فارقة في الروزنامة السياحية الأردنية، تسعى هيئة تنشيط السياحة للترويج لها ضمن خططها التسويقية، بالتعاون مع الجهات الرسمية والخاصة.
إن مهرجان جرش ليس مجرد فعالية فنية، بل هو مشروع تنموي متكامل يعكس قدرة الثقافة على تحريك عجلة الاقتصاد، وإبراز الهوية الوطنية، وتوطيد علاقات الأردن الثقافية مع العالم. ومن هنا، يُشكل نموذجًا ناجحًا لما يمكن أن تقدمه سياحة الفعاليات والمهرجانات في تعزيز التنمية المستدامة والنهضة السياحية في المملكة.